كلب والينا المعظم |
|
عضني اليوم ومات |
|
فدعاني حارس الأمن لأعدم |
|
عندما اثبت تقرير الوفاة |
|
أن كلب السيد الوالي تسمم
|
اذا عاشَ الفتی ستینَ عاماً فنصف العمر تمحقهُ اللَیالي
و نصف النصف یذهب لیس یدري لغفلته یمیناً من شمالِ
و ثلث النصف آمالٌ و حرص ٌ وشغلٌ بالمکاسِبِ و العیالِ
و باقي العمر اسقامٌ و شیبٌ و همٌّ بارتحالٍ و انتقالِ
فحبُّ المرءِ طولَ العمرِِ جهلٌ و قسمتهُ علی هذا المثالِ
لِعَيْني كُلَّ يَوْمٍ مِنْكَ حَظٌّ |
تَحَيّرُ مِنْهُ في أمْرٍ عُجابِ |
حِمَالَةُ ذا الحُسَامِ عَلى حُسَامٍ |
وَمَوْقعُ ذا السّحابِ عَلى سَحابِ |
تَجِفّ الأرْضُ من هذا الرَّبابِ |
وَيَخْلُقُ مَا كَسَاهَا مِنْ ثِيابِ |
وَما يَنفَكّ مِنْكَ الدّهْرُ رَطْباً |
وَلا يَنفَكّ غَيْثُكَ في انْسِكابِ |
تُسايِرُكَ السّوارِي وَالغَوَادي |
مُسايَرَةَ الأحِبّاءِ الطِّرابِ |
تُفيدُ الجُودَ مِنْكَ فَتَحْتَذيهِ |
وَتَعجِزُ عَنْ خَلائِقِكَ العِذابِ |
ألقَلْبُ أعلَمُ يا عَذُولُ بدائِهِ |
وَأحَقُّ مِنْكَ بجَفْنِهِ وبِمَائِهِ |
فَوَمَنْ أُحِبُّ لأعْصِيَنّكَ في الهوَى |
قَسَماً بِهِ وَبحُسْنِهِ وَبَهَائِهِ |
أأُحِبّهُ وَأُحِبّ فيهِ مَلامَةً؟ |
إنّ المَلامَةَ فيهِ من أعْدائِهِ |
عَجِبَ الوُشاةُ من اللُّحاةِ وَقوْلِهِمْ |
دَعْ ما نَراكَ ضَعُفْتَ عن إخفائِهِ |
ما الخِلُّ إلاّ مَنْ أوَدُّ بِقَلْبِهِ |
وَأرَى بطَرْفٍ لا يَرَى بسَوَائِهِ |
إنّ المُعِينَ عَلى الصّبَابَةِ بالأسَى |
أوْلى برَحْمَةِ رَبّهَا وَإخائِهِ |
مَهْلاً فإنّ العَذْلَ مِنْ أسْقَامِهِ |
وَتَرَفُّقاً فالسّمْعُ مِنْ أعْضائِهِ |
وَهَبِ المَلامَةَ في اللّذاذَةِ كالكَرَى |
مَطْرُودَةً بسُهادِهِ وَبُكَائِهِ |
لا تَعْذُلِ المُشْتَاقَ في أشْواقِهِ |
حتى يَكونَ حَشاكَ في أحْشائِهِ |
إنّ القَتيلَ مُضَرَّجاً بدُمُوعِهِ |
مِثْلُ القَتيلِ مُضَرَّجاً بدِمائِهِ |
وَالعِشْقُ كالمَعشُوقِ يَعذُبُ قُرْبُهُ |
للمُبْتَلَى وَيَنَالُ مِنْ حَوْبَائِهِ |
لَوْ قُلْتَ للدّنِفِ الحَزينِ فَدَيْتُهُ |
مِمّا بِهِ لأغَرْتَهُ بِفِدائِه |
وُقِيَ الأميرُ هَوَى العُيُونِ فإنّهُ |
مَا لا يَزُولُ ببَأسِهِ وسَخَائِهِ |
يَسْتَأسِرُ البَطَلَ الكَمِيَّ بنَظْرَةٍ |
وَيَحُولُ بَينَ فُؤادِهِ وَعَزائِهِ |
إنّي دَعَوْتُكَ للنّوائِبِ دَعْوَةً |
لم يُدْعَ سامِعُهَا إلى أكْفَائِهِ |
فأتَيْتَ مِنْ فَوْقِ الزّمانِ وَتَحْتِهِ |
مُتَصَلْصِلاً وَأمَامِهِ وَوَرائِهِ |
مَنْ للسّيُوفِ بأنْ يكونَ سَمِيَّهَا |
في أصْلِهِ وَفِرِنْدِهِ وَوَفَائِهِ |
طُبِعَ الحَديدُ فكانَ مِنْ أجْنَاسِهِ |
وَعَليٌّ المَطْبُوعُ مِنْ آبَائِهِ |
يُحكى |
|
أنَّ عاشقيْنِ |
|
في زمنٍ قديمٍ |
|
دُفنا في حفرةٍ واحدة. |
|
لنتخيَّلَ المشهد: |
|
هيكلانِ عظميَّانِ |
|
مُمدَّدانِ جنبًا إلى جنبٍ |
|
كما لو أنَّ الترابَ سريرٌ من عشبٍ |
|
و الدودَ الذي ينهشُ اللحمَ الباردَ |
|
فراشاتٌ تنقلُ القبلاتِ في رحيقِها. |
|
هل قُتِلا؟ |
|
انتحرا معًا؟ |
|
أم أنَّهُما من ضحايا الكوليرا؟ |
|
تجاهلَ الرواةُ |
|
عبرَ العصورِ |
|
هذه التفاصيل العابرة |
|
لتسطعَ |
|
في الحكايةِ |
|
وردةٌ حمراء |
|
نبتَتْ |
|
من الترابِ الذي احتضنَ العاشقيْنِ في عناقٍ أخيرٍ |
|
جذورُها عظامُ أصابعِهِما |
|
المتشابكةُ في الموتِ |
|
كما في الحياة. |
|
بعدَ ألفِ عامٍ تقريبًا |
|
من زمنِ الوردة |
|
و في زاويةٍ صغيرةٍ من جريدة |
|
خبرٌ عن طائرةٍ تحطَّمَتْ |
|
عن علبةٍ سوداء مفقودة |
|
عن غوَّاصٍ من فرقةِ الإغاثة |
|
عثرَ |
|
في أعماقِ البحرِ |
|
على ما يُشبِهُ وردةً حمراء: |
|
يدانِ متعانقانِ |
|
انفصلتا عن جسديْهما |
|
دونَ أن تنفصلَ الواحدةُ عن الأخرى |
|
دونَ أن يفترقَ العاشقان. |
حينما استحضرك |
|
واكتب عنك، |
|
يتحول القلم في يدي |
|
الى وردة حمراء,,, |
|
لم يكن بوسع مجنونة مثلي |
|
ترتدي هدوءها بكل أناقة... |
|
- وتغلق الأزرار اللؤلؤية لثوب اتزانها البارد |
|
على تيه غجرية عارية القدمين-، |
|
لم يكن بوسع حمقاء مثلي |
|
إلا أن تحب شاعرا مبدعا متوحشا مثلك.. |
|
طفولي الأنانية، غزير الخيانات والأكاذيب مثلك..! |
|
حينما أسطر اسمك، |
|
تفاجئني أوراقي تحت يدي |
|
وماء البحر يسيل منها |
|
والنوارس البيض تطير فوقها.. |
|
.. وحينما ا كتب عنك |
|
تشب النار في ممحاتي |
|
ويهطل المطر من طاولتي |
|
وتنبت الأزهار الربيعية على قش سلة مهملاتي |
|
وتطير منها الفراشات الملونة ، والعصافير |
|
وحين أمزق ما كتبت |
|
تصير بقايا أوراقي وفتافيتها |
|
قطعا من المرايا الفضية، |
|
كقمر وقع وانكسر على طاولتي.. |
|
علمني كيف أكتب عنك |
|
أو، كيف أنساك...! |
ليس من شوق إلى حضن فقدته
ليس من ذكرى لتمثال كسرته
ليس من حزن على طفل دفنته
أنا أبكي !
أنا أدري أن دمع العين خذلان... و ملح
أنا أدري ،
و بكاء اللحن ما زال يلح
لا ترشّي من مناديلك عطرا
لست أصحو... لست أصحو
ودعي قلبي... يبكي !
*
شوكة في القلب مازالت تغزّ
قطرات... قطرات... لم يزل جرحي ينزّ
أين زرّ الورد ؟
هل في الدم ورد ؟
يا عزاء الميتين !
هل لنا مجد و عزّ !
أتركي قلبي يبكي !
خبّئي عن أذني هذي الخرافات الرتيبة
أنا أدري منك بالإنسان...بالأرض الغريبة
لم أبع مهري ...و لا رايات مأساتي الخضيبة
و لأنّي أحمل الصخر وداء الحبّ ...
و الشمس الغريبة
أنا أبكي !
أنا أمضي قبل ميعادي ... مبكر
عمرنا أضيق منا ،
عمرنا أصغر... أصغر
هل صحيح ، يثمر الموت حياة
هل سأثمر
في يد الجائع خبزا ، في فم الأطفال سكّر ؟
أنا أبكي !
ملوّحة، يا مناديل حبّي
عليك السلام!
تقولين أكثر مما يقول
هديل الحمام
و أكثر من دمعة
خلف جفن.. ينام
على حلم هارب!
مفتّحة، يا شبابيك حبيّ
تمرّ المدينة
أمامك ،عرس طغاة
ومرثاة أمّ حزينة
و خلف الستائر، أقمارنا
بقايا عفونه.
و زنزانتي.. موصدة !
ملوّثة، يا كؤوس الطفولة
بطعم الكهولة
شربنا ،شربنا
على غفلة من شفاه الظمإ
و قلنا:
نخاف على شفتينا
نخاف الندى.. و الصدأ!
و جلستنا، كالزمان، بخيله
و بيني و بينك نهر الدم
معلّقه، يا عيون الحبيبة
على حبل نور
تكسّر من مقلتين
ألا تعلمين بأني
أسير اثنين؟
جناحاي: أنت و حريتّي
تنامان خلف الضفاف الغريبة
أحبّكما، هكذا، توأمين!
رجل و امرأة يفترقان
ينفضان الورد عن قلبيهما ،
ينكسران .
يخرج الظلّ من الظلّ
يصيران ثلاثة :
رجلا
و امرأة
و الوقت ...
لا يأتي القطار
فيعودان إلى المقهى
يقولان كلاما آخرا ،
ينسجمان
و يحبّان بزوغ الفجر من أوتار جيتار
و لا يفترقان ...
.. و تلفت أجيل الطرف في ساحات هذا القلب .
ناداني زقاق ورفاق يدخلون القبو و النسيان في مدريد .
لا أنسى من المرأة إلّا وجهها أو فرحي ...
أنساك أنساك و أنساك كثيرا
لو تأخّرنا قليلا
عن قطار الواحدة .
لو جلسنا ساعة في المطعم الصيني ،
لو مرّت طيور عائدة .
لو قرأنا صحف الليل
لكنّا
رجلا و امرأة يلتقيان ...
خارج الطقس ،
أو داخل الغابة الواسعة
وطني.
هل تحسّ العصافير أنّي
لها
وطن ... أو سفر ؟
إنّني أنتظر ...
في خريف الغصون القصير
أو ربيع الجذور الطويل
زمني.
هل تحسّ الغزالة أنّي
لها
جسد ... أو ثمر ؟
إنّني أنتظر ...
في المساء الذي يتنزّه بينالعيون
أزرقا ، أخضرا ، أو ذهب
بدني
هل يحسّ المحبّون أنّي
لهم
شرفة ... أو قمر ؟
إنّني أنتظر ...
في الجفاف الذي يكسر الريح
هل يعرف الفقراء
أنّني
منبع الريح ؟ هل يشعرون بأنّي
لهم
خنجر ... أو مطر ؟
أنّني أنتظر ...
خارج الطقس ،
أو داخل الغابة الواسعة
كان يهملني من أحب
و لكنّني
لن أودّع أغصاني الضائعة
في رخام الشجر
إنّني أنتظر ...
.: Weblog Themes By Pichak :.